الرئيسية / اصداء / إحياء ذكرى وفاة الإمام إسماعيل بوحنيك

إحياء ذكرى وفاة الإمام إسماعيل بوحنيك

BA_Mosque

قامت مجموعة من شباب بلدة عمر مساء 19 أفريل 2014 بتلاوة ختمة للقرآن الكريم بمسجد الإمام مالك بالحي الجديد، وذلك ترحّما على روح الإمام الراحل “إسماعيل بوحنيك” الذي تتذكره البلدة اليوم في ذكرى وفاته 19 أفريل من كل عام، حيث وافته المنية في مثل هذا اليوم من عام 2002، كما تم تقديم شهادة تقدير لعائلة الإمام عرفانا بالمجهودات التي قدّمها رحمه الله في سبيل نهضة البلدة في شتى المجالات. وفيما يلي نبذة عن الامام.

مولـــده: هو إسماعيل بوحنيك بن محمد الأخضر من مواليد 21جويلية 1969 ببلدية بلدة عمر – تماسين – ورقلة، الابن الثاني للعائلة،تربى ونشأ على يد والده على الأخلاق الفاضلة، تلقى تعليمه الابتدائي سنة 1975 إلى غاية 1980 في مسقط رأسه ،كما حفظ القرآن على يد مشايخ بلده منهم الشيخ حميدة غطاس ،الشيخ عبد الله بوحنيك رحمهم الله، حيث كان في محيط أسري ساعده على التفوق في الدراسة. إنتقل إلى مدينة تقرت ليكمل دراسته الإكمالية ثم الثانوية بثانوية عبد الرحمان الكواكبي لكن الحظ لم يسعفه لاجتياز شهادة الباكالوريا سنة 1989، وكان ذلك الإخفاق نارا تتوجّع بداخله، وعزم أن لن يهنأ له بال حتى ينال هذا الطموح ويطفئ تلك النار. وبالرغم من أنه لم يكمل دراسته إلا أنه لم يدخل في عالم البطالة كمثله من المفصولين من الدراسة، حيث التحق بالمعهد الإسلامي لتكوين الإطـــارات الدينيــــــة بسيدي عقبـــة ولاية بسكرة من سنــــة1990إلى غاية 1992 ليتخــــــرج بدرجــــة مشــــــرّفة، ألا وهــــي رتبــــــــة مدرّس وإمام خطيب.

عملــــــه : عمل في عدة ولايات، أوّلا في تبسّة سنة 1992 ثم في الوادي سنة1993 ليحطّ الرّحال في ولايته ورقلة وبلديته بلدة عمر، وكلّه أمل وعزم لتغيير السّيئ إلى الحسن و الحسن إلى الأحسن ،ولقد وضع الإمام إسماعيل شعلة ليس فقط على أهله، بل على كل محتاج للعلم والفقه، حيث كان الناس يستفسرونه كثيرا عن مشاكلهم وأمور دينهم، لكن هذا لم يقُده إلى الغرور ولا التكبّر حتّى مماته . تزوّج الشيخ في 28 أفريل 1994 وهو لا يتعدى سن 24 عاما وذلك بحكم عمله، وفي سنة 1997 قرّر الإمام تحقيق أمله الذي رواده منذ زمن وهو الحصول على شهادة الباكالوريا “أحرار”، حيث وُفّق ونجح بمعدل حسن ليلتحق بالمعهد الإسلامي بجامعة الحاج لخضر بباتنة، وليتفوق أيضا ويوفّق بين مشاغله، حيث تخرج فيها سنة 2001 بشهادة ليسانس اختصاص أصول الفقه. ولقد استطاع الشيخ أن ينظم حياته العملية والعائلية في آن واحد حيث كان عضوا بارزا في جمعية التكافل الاجتماعي، وعضوا بالمجلس الشعبي البلدي “أكتوبر 1997” بالإضافة إلى مهنة الإمامة. مارَسَ التجارة لفترة، كما كان مدرّسا للقرآن الكريم في مطلع التسعينيات، ويُلقي دروسا بالمسجد العتيق أيام الاثنين والخميس، رغم هذا فقد بقي الإمام ذو شخصية متواضعة بعيدة كل البعد عن التحيّز والتكبّر. لقد حقق الشيخ كل ما تمنّاه في مدّة قصيرة وهو الذهاب إلى فرنسا والعمل فيها، فكان له ذلك، الشيء الذي جعل الجميع من أهل بلدته يتأسّفون لفراقه لكن الأقدار شاءت أن يكون ذلك في 18جوان2001 بعد أن تخرج من الجامعة وقبل حتى أن يتسلم شهادته. تسلم الشيخ عمله كإمام خطيب بالمسجد الكبير بـ : “ليون الفرنسية”، وأثرى على المسجد ثراء ا لا نظير له حيث أعجب المصلين بخطبته الراشدة وأسلوبه البديع في نشر الدين الإسلامي في بلاد الغرب ،ولقد عمل الإمام عدة أعمال منها إمام خطيب، مدرّس قرآن، وأعطى دروسا فقهية، وإمام للصلوات الخمس، رغم هذه الأعمال لم يكلّ أو يملّ في توصيل رسالته ومرّت الأيام والشهور ومحبّة الإمام إسماعيل تزيد عن المسلمين والغربيين الذين لم يلبثوا أن سمعوا خطبه ودروسه حتى خرّوا ساجدين ومسلمين تائبين، وشهاداتنا على ذلك حيّة والكلّ قد شاهد بأمّ عينه (إسماعيل) الفرنسي الذي جاء مع الجثمان، عاد إسماعيل إلى أرض الوطن بعد غياب دام ثمانية أشهر في 25 جانفي 2002 كان أسعد أيام الأسرة والبلدة لمدّة شهر ونصف تقريبا وفي يوم الجمعة 19 أفريل 2002 خطب الإمام الشيخ إسماعيل بوحنيك آخر خطبة ،وكانت تلك الخطبة حسب أصدقائه حقّا مميــــــــزة جدا حيـــــــــث لــــــــــم يترك أي مجــــــــــال أو ثغـــــــرة لـــــم يتحــــــــــــدث فيهــــا عن مكـــــــــــارم الأخلاق واتقــــــــاء الله وحسن الخاتمــــــــة والقرآن الكريم وعلى البلدان المظلومة كفلسطين وغير ذلك. وفاتــــه بعد صلاة المغرب بينما كان المصلّون في إنتظار آذان العشاء كان الإمام في ساحة المسجد، وسُمع حينها كلمات التكبير الله أكبر ،الله أكبر، وما كان ذلك إلا صوت الإمام يحتضر، وتوفي الإمام إسماعيل تاركا وراءه ثلاثة أولاد وأهلا يتجرعون مرارة الفراق وكل الأهل والأصدقاء سواء من بلده أو من فرنسا. ودفن الجثمان في 25 أفريل 2002 ببلدة عمر في جنازة مهيبة وحاشدة حضرها أغلب سكان البلدة والعديد من أصدقاء الشيخ من شتى البلدان . رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح الجنان.

 

تقرير: محسن غطاس

Comments

التعليقات

شاهد أيضاً

حريق في احدى غابات نخيل بلدة عمر

بفضل سواعد Comments التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.