الرئيسية / امزداغ / أرشيف مجلة -الفجر- الحي الجديد ببلدة عمر .. التجربة،النتائج، الدروس / 1999

أرشيف مجلة -الفجر- الحي الجديد ببلدة عمر .. التجربة،النتائج، الدروس / 1999

Moulati_Sadat_AlfajerCover

نواصل نشر مقالات من أرشيف المجلات المحلية لبدة عمر. نقترح اليوم ملخص لدراسة كان قد أعدها المهندس أنور السادات مولاتي حول التجربة العمرانية للحي الجديد، والنتائج التي تلتها، والدروس المستفادة. نشر المقال في مجلة الفجر في أكتوبر 1999 .

الحي الجديد ببلدة عمر .. التجربة،النتائج، الدروس

إن المتأمل في النسيج العمراني لبلدة عمر ليلاحظ التمايز الموجود بين نمط عمرانها ففي مدخلها يصادف نسيج هائل من البناءات حديثة النشأة وعلى درجة متفاوتة من التقدم في مراحل البناء ثم سرعان ما ينكسر هذا النسيج و ينقلب إلى نوع آخر مختلف تماما سواءا من حيث المظهر أو مواد البناء أو الشكل البنائي و حتى مساحة الوحدات. وببساطة فإن البلدة تنقسم إلى جزئين الأول قديم (زمنيا) أو عتيق و الثاني حديث النشأة و سنحاول من خلال هذا الموضوع وآخر لاحقا التركيز على الجزء الجديد من خلال نظرة تجمع مابين العلم و الواقع.

أولا وقبل الدخول في التفاصيل أود التركيز وباختصار بدواعي استحداث أحياء سكنية جديدة أو حتى مدن جديدة و هي اثنين مهمين:

1- النمو الديموغرافي للسكان وزيادة الحاجة الكمية للسكن

2- وجود مشاكل (عمرانية أو طبيعية..) في المدينة الأم (القديمة) وإرادة حلها و القضاء عليها من خلال أحياء جديدة و انطلاقا من هذه المعطيات وغيرها يلجأ إلى دراسة تحليلية معمقة قبل استحداث هذه الأحياء و المدن.وترتكز هذه الدراسة على عدة محاور أهمها :

1- السكان (المستعملين) و ما تعلق بهم من خصوصيات (ثقافية، اقتصادية، دينية…) و غالبا ما تكون كل الدراسات تتم في ضمن الإطار الطبيعي للفرد أو الأسرة.

2- طبيعة المنطقة وما تعلق بها، أهميتها تصنيفها، مناخها مرفولوجية أراضيها، موقعها في مخططات التعمير و التنمية الوطنية و الجهوية والولائية و البلدية.

3- الأنماط البنائية المعتمدة فيها ومدى ملاءمتها لخصوصيات المنطقة من خلال دراستها داخليا وخارجيا، إضافة إلى عدة عوامل قد تكون صعبة الفهم و عند الانجاز يجب أخذ المعنى الحقيقي لكلمة إسكان وهو توفير جميع الضروريات الحياتية للفرد الداخلية (المسكن) والخارجية وهي المدرسة،المسجد،الحضانة، أماكن الراحة،أماكن توقف السيارات، و حتى العمل و الرعاية الصحية، إضافة إلى الشروط التقنية من كهرباء، هاتف، ماء الشرب،صرف المياه المستعملة… .

Moulati_Sadat_Alfajer21

وبإسقاط هذه العوامل على ما يسمى الحي الجديد ببلدة عمر نلاحظ ما يلي:

1- ظروف استحداث هذا الحي كانت جراء تعرض المنازل في الجزء القديم إلى أمطار طوفانية حتمت التفكير في حي جديد. يمكن قبول هذا السبب كسبب علمي لإحداث هذا الحي الجديد.

2- السكان: يجدون صعوبة نسبية في التوفيق بين طابعهم الثقافي و مساكنهم الجديدة رغم أن أغلب المخططات المطبقة كانت نتاج ذاتي للمستعمل في حد ذاته إلا أنها تعج بالمشاكل الناتجة صراحة عن عدم التوجيه الصحيح من ذوي الاختصاص على سبيل المثال لا الحصر:

أ- طبيعة النشاط الفلاحي للسكان يفرض عليهم تنقلات يومية نحو الإسطبلات لجلب لوازمهم وهذا غير مقبول علميا من ناحيتين:

-إدماج السكان في مساكنهم

-الزيادة الهائلة للإسطبلات في الجزء القديم

ب- أخطاء مجالية وبنائية بحتة كاستعمال الشرفة التي تعتبر مجال ميت تماما و غريب.التوجيه الخاطئ للفضاءات الداخلية، أخطاء في الحلول التقنية لصرف المياه …

ج- الأنماط البنائية المعتمدة غير مقبولة لا بنائيا لا علميا ولا منطقيا.فربما عند سؤالك لساكن هذه الأحياء يقول لك أنها أبرد من الشتاء وأحر من الصيف إذا فما الحاجة لأنماط بنائية و مواد بناء تضاعف حر الصيف و برد الشتاء؟

د- موقع المنطقة مقبول إلا أنه يعاب على المسؤولين عدم تهيئته مما خلق مشاكل يعرفها العام و الخاص (أشغال ردم كبيرة، عدم تناسق البنايات، تدهور الطرق الخارجية)

هــ- من ناحية توفر المرافق يمكن ملاحظة تمركز أغلب المرافق في الوسط بين شقي البلدة ما يسمح لها بتغطية الجزء القديم و الجديد.

وفي الأخير وليس آخرا قد تكون هذه نظرة سطحية و مبسطة جدا و سيسمح الموضوع القادم باستخلاص دروس قد تكون سندا في الانجازات المستقبلية وهذا من خلال إسقاط القواعد العلمية و المنطقية و المناسبة لخصوصيات بلدة عمر على هذه الانجازات.

Moulati_Sadat_Alfajer22

مولاتي أنور السادات

مهندس دولة معماري

Comments

التعليقات

شاهد أيضاً

تطبيق امزداغ أجهزة اندرويد الهاتفية واللوحية

يمكنكم الآن Comments التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.