الرئيسية / سجال / أعراسنا .. إلى أين ؟

أعراسنا .. إلى أين ؟

wedding2

شهدت إحدى السهرات الموسيقية هذا الأسبوع ببلدة عمر حالة استنفار قصوى إثر نشوب معركة طاحنة بين مجموعة من الشباب “السكارى” بواسطة السكاكين، السواطير، زجاجت الخمر والهراوات.  وقد حاول بعض الشباب ممن حضروا العرس وكذا أصدقاء العريس أن يتحكموا في الوضع، إلا أن الأمر خرج عن السيطرة ليتحول إلى “حرب العصابات”، هذا يدافع عن هذا وهذا يصفي حسابات قديمة مع ذاك إلى أن تفاقم الوضع ليتعدى عراكا في عرس، ويصبح فوضى عارمة على العلن وفي ساعة متأخرة من الليل.

يأتي هذا في وقت فضل الجميع الصمت حيال ما يحدث في الأعراس، بل وشجعوا بصمتهم. باستثناء بعض الخطب المنبرية التي استهجنت واقع الأعراس في بلدة عمر ولكن ينتهي مفعولها فور السلام في ركعتي الجمعة. وفي حوار مع أحد الفاعلين في النشاط الجمعوي الرافض لمثل هذه الأفعال قال : “كل معركة تنشب في أي عرس يتحمل مسؤوليتها طرفي العراك فقط، ولا دخل لأحد في القضية” فيقاطعه آخر قائلا: “ومن هيـّـأ لهما ظروف العراك؟” في إشارة منه إلى أن صاحب العرس أو من استدعى الفرقة الموسيقية هو المسؤول.

هذا وقد عقد في الصائفة الماضية يوما دراسيا بقاعة الحفلات لبلدية تبسبست – تقرت، بعنوان “العنف في الأعراس” نوقشت فيه أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى العنف في الأعراس، وكيفية التصدي له، وقد جمع اللقاء نخبة من الأساتذة والدكاترة، إلى جانب ممثلين عن الشرطة والدرك الوطني وكذا الحماية المدنية وممثل عن الشؤون الدينية، ليتم التوصل بعدها إلى مجموعة توصيات التي من شأنها – بعد تطبيقها – أن تساعد في الحدّ – أو التقليل – من مثل هذه الأفعال المشينة التي لا يرضاها المجتمع المسلم.  أما في بلدة عمر، يقول أحد الناشطين، فلا أحد يحرّك ساكنا، ما عدا تداول أخبار الجرحى والمصابين في الشارع أو البيوت أو الأسواق، أما أن يبادر أحدهم إلى خطوة عملية فهذا ما يغيب جُملة وتفصيلا.

أما فيما يخص الجانب الرّدعي للسلطات المحليّة فلا شيء من هذا يذكر، ويعود السبب إلى أن الأمر “لا يمس بالنظام العام الذي يستوجب التدخل” حسب تصريح أحد المسؤولين. وهنا وجب أن نسأل: أليست سلامة المواطن من سلامة النظام العام؟ وإذا كانت السلطات لا تعلم بمثل هذه المعارك إلا في الصباح الموالي للعرس، فلماذا لا يتم سنّ قانون بعدم تجاوز الحفلة الموسيقية 00:00 ليلا؟ أين تتم معاقبة كل مخالف لهذا القانون.

تجدر الإشارة إلى أنه تم تنصيب وحدة للدرك الوطني ليس ببعيد، وهذا عقب الأحداث الدامية بين بلدة عمر وقرية قوق في أوت 2012 التي راح ضحيتها شابين من بلدة عمر، إلا أن ما تقوم به من أعمال لا يتعدى جلب الوجبات الغذائية الثلاث (فطور، غذاء، عشاء) من إحدى المدارس التي تم الاتفاق معها.

هذا ويبقى الأمر مفتوحا على مصراعيه إلى أن يحدث ما لا ينتظره أحد ربما، وتبقى أعراسنا حلبة لاستعراض العضلات، ليكون العرس بذلك مقصدًا لكل شيء إلا الفرح.

محسن غطاس

Comments

التعليقات

شاهد أيضاً

غياب المرافق الترفيهية من أسباب استفحال الآفات الاجتماعية

جرى حوار بإحدى Comments التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.