الرئيسية / المجلة / العدد الأول لمجلة امزداغ

العدد الأول لمجلة امزداغ

افتتاحية العدد

قبل سنوات قليلة احتفلت بلدية بلدة عمر بمئويتها ، كان ذلك في عام 2011 أين مر مائة عام على الانتقال القسري من المكان المسمى بأخشاش إلى الربوة التي تقبع عليها المدينة اليوم، وبالأمس القريب في عام 2015 تمر أيضا 30 سنة عن تنصيب بلدة عمر كبلدية جديدة انبثقت عن التقسيم الإداري لعام 1985 ، وبين هذه المناسبة وتلك تسقط جزئيات صغيرة تعقد عليها أمالا كبيرة، وتعيش المدينة على مر قرن من الزمان ونيف محن عديدة تمخضت عنها منح كثيرة زهد فيها أبناء البلدة اليوم للأسف الشديد ، تمثلت هذه المنح في إنتاج منظومة متكاملة من القيم الحضارية والإنسانية ومن التراث المادي واللامادي ومن تقاليد وعادات ارتبطت بمناسبات دينية ودنيوية رسمت هوية وشخصية هذه المدينة، والذي يبدو أن فضاءات اللامبالاة و الدعة وعبادة الذات تهدد اليوم بزوال أركان هذا التراث.

وربما مما ساهم في تكالب معاول هدم ذلك التراث هو الاستقالة الجماعية لنخبة بلدة عمر من الدور المنوط بها للحفاظ على هوية مجتمعها وقيادة دفة سفينتها نحو بر الأمان. إن العتب على الصفوة كل العتب باكتفائهم بالسمر في المجالس والتنظير المتقاعس، كالذي يريد أن يسبح في البحر دون أن يصيبه البلل، فالنخبة قبل أن تكون شهادة أو اسم أو منصب عال أو مستوى تعليمي راق، هي في الأساس ممارسة وحضور فعال في المجتمع والفضاء العام. ولذلك فإن الموقع الالكتروني لبلدة عمر لهو محاولة جادة وتجربة تستحق التثمين لمحاولة زرع بذور الأمل من جديد في شيبنا وشبابنا وأطفالنا، والأجمل من ذلك أن يتعزز هذا الفضاء الافتراضي بمجلة تلعمرية دورية مطبوعة شاملة.

يتناول هذا العدد التجريبي أبرز ما احتواه موقع بلدة عمر منذ اطلاقه في صيف 2012 تزامننا مع احتفالات المئوية. ولأن من لا يقرا تاريخه يصعب عليه أن يدرك حاضره وان يستشرف مستقبله فقد خصصنا اركانا في المجلة تهتم بتوثيق الإنتاج الثقافي للأجيال التي كانت رائدة العمل الأهلي ببلدة عمر، لذلك نعيد نشر اول حوار أجرته مجلة (شروق) مع الأستاذ محمد السعيد قاشي، أول رئيس لبلدية بلدة عمر سنة 1985. وبهذه المناسبة فإننا ندعو كل من يمتلك أرشيفا لمجلات محلية سابقة ان يمدنا بنسخ منه بغرض إعادة نشره. وفي ركن ذاكرة نسترجع احتفاء بلدة عمر بذكرى رحيل احدى أكبر ركائزها. ولأن المجتمعات لا تنهض الا بالعلم فقد خصصنا ملفا لدور الحضانة والروضات تكرم الدكتور احمد بن دانية بالإجابة فيه على تساؤلات رواد موقع بلدة عمر. مجلة امزداغ هي أيضا فضاء للنقاش البناء؛ ولرصد وتشجيع مبادرات المجتمع المدني، وكذا للاحتفاء بنجاحات بنات وأبناء بلدة عمر على غرار فرقة برعمات الأمل لدار الشباب. نسعد بتلقي اسهاماتكم وملاحظاتكم.

Comments

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.