الرئيسية / سجال / صمت المجتمع

صمت المجتمع

P1150177

هذه صورة للأخ محمد الهادي بن أم هاني، إبن بلدة عمر. هذا الشاب الذي عاش مظلوما ظلم المجتمع، وكان ضحية الصمت في شتى محطات حياته التي عانى فيها الأمرّين.

إلتقطت له هذه الصورة يوم 11 مارس 2014 وهو يحضن والدته عندما خرج من السجن الذي دخله مظلوما. نعم، دخل السجن بسبب تهوّر الشباب الطائش وتصرفاتهم اللامسؤولة في يوم ما (وبقي المجتمع صامتا إلى أن أمضى سنة ونصف تكبّد فيها مرارة العيش والبكاء وألم فراق الوالدين و البعد عن دفء العائلة).

لقد أصيب مجمد الهادي في عام 2009 بمرض خطير عافانا الله وإياكم، وكان بسبب فيروس في ضرسه مما أدى إلى انتقاله لسائر الجسم حتى كاد يصاب بشلل نصفي، ألزمه هذا المرض الفراش، حتى شفي، إلا أنه شفي جزئيا وبقي أعرجًا في مشيته.

في يوم السبت 19 ديسمبر 2015 وبينما كان محمد الهادي يقود دراجته النارية، إذ بسائق سيارة من نوع DFM يصدمه “عن غير قصد” .. إلا أنه فرّ هاربا تاركا إياه في الظلام وفي مكان بعيد قليلا عن العمران، إلى أن عُثر عليه ملقيا في التراب مكسور الرجل، فنقل على جناح السرعة إلى عيادة بلدة عمر ثم إلى مستشفى تقرت. إتصلنا بأهله بعد ذاك فأخبرونا بأنه أجرى عملية جراحية ولم يستفق من التخذير بعد.

Hadi_Hani2015

لقد فارق محمد الهادي الحياة هذا الصباح 21 ديسمبر 2015 متأثرا بجراحه وما حصل له من كسر عنيف جدا لرجله، ليبقى المجتمع مكتوف الأيدي ولم يطالب أي جهة بالحرص في البحث عن الجاني (الذي وصلتنا أنباء غير أكيدة عن القبض عليه). إلا أن مكمن حديثي هو الصمت القاتل الذي يحترفه المجتمع.

زرت بيت محمد الهادي ليلة العزاء، أقسم لكم أن الجالسين في العزاء يعدّون على الأصابع، لماذا يا ترى ؟ لأن بلدة عمر منشغلة بالأعراس هنا وهناك، ومعاكسة الــ ….. والجلوس في المقاهي والكلام عن هذا وذاك … أقسم إنه الظلم بعينه و “الحقرة” في أعمق معانيها . فمن هو الشخص الذي وجب عليه الموت كي يتحرك المجتمع يا ترى ؟

إلى متى يبقى المجتمع صامتا حيال هذه التجاوزات وهو يفقد خيرة شبابه واحدا تلو الآخر ؟

محسن غطاس

Comments

التعليقات

شاهد أيضاً

غياب المرافق الترفيهية من أسباب استفحال الآفات الاجتماعية

جرى حوار بإحدى Comments التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.