الرئيسية / سجال / تنوع مجموعات بلدة عمر الافتراضية ظاهرة صحية

تنوع مجموعات بلدة عمر الافتراضية ظاهرة صحية

BA FB2015 (2)

يعج موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بعدة مجموعات حوارية أنشأها شباب بلدة عمر لمناقشة ما يهم البلدة و حياتهم اليومية. ولربما أول هذه المجموعات الحوارية تأسيسا هي مجموعة (واقع بلدة عمر)، ثم تلتها مجموعة (بلدة عمر اونلاين)، و(تاروة نمزداغ)، و(بلدة عمر للحوار الراقي)، وغيرها من المجموعات الإخبارية او المعنية بجمعيات ثقافية او جتماعيةأو رياضية. غير أن تعدد هذه المجموعات في السنتين الأخيرتين دفع البعض للتساؤل حول جدوى إنشاء هذا الكم من المجموعات لاسيما أن بعضها ذخل مرحلة الخمول أو اللانشاط. فلا يكاد ُيرى للأعضاء منشور طوال الشهر. فيما يستهجن البعض الآخر جدية المنشورات و أهميتها. ترى هل بلدة عمر في حاجة لمثل هذه الفضاءات الحوارية وهل تعدد هذه الفضاءات الحوارية يعد ظاهرة صحية أم غير ذلك؟

إن إختلاف وجهات النظر لا يجب أن يكون سببا للخلاف والخصومة بين أعضاء المجموعة الواحدة. كما أن إختلاف إهتماماتنا لا ينبغي أن تترجم على إعتبار أنها عدم إكتراث بالآخر، إذ أن أعضاء المجموعة الواحدة لديهم دوافع مختلفة في التواجد في مجموعة دون غيرها. وحتى داخل نفس المجموعة تختلف الدوافع والغايات لدى منتسبيها. ذلك التنوع مصدر ثراء. إختلاف الآراء وحتى تضاربها يدفع حامليها لتحميص الفكرة وتعميق التفكير، وترسيخ القناعات. تصورا لو أن خالق الكون قرر أن نكون كلنا في صورة واحدة و كل المخلوقات الأخرى بشكل ولون واحد، حينها لكان العالم سيكون مكانًا مملًا للعيش،كذلك هي الأفكار والآراء. علينا أن نتقبل إختلاف الآخر عنا، بإعتبار أن قناعتنا هي نتاج محصلة التجارب التي مررنا بها، وبما أنه حتى الإخوة في الأسرة الواحدة لا يمرون بنفس التجارب ، فمن الطبيعي أن تختلف الآراء. ومع ذلك فإن الآراء ليست منتوجا ساكنا، بل هي حالة فكرية متغييرة ، ينتج عنها تغير القناعات، حتى الراسخة منها، ولو في آخر العمر، وذلك بفضل تلاقح الافكار. لذلك تتغير القناعات السياسية، أو الفكرية، أو الدينية، أو حتى الأذواق الفنية.

للفكرة قوة هائلة لا يمكن طمسها أو قمعها مهما عظمت القوة المناهضة لها. تلك قصة الأديان، والإيديلوجيات، والأفكار الكبرى التي غيرت مجرى التاريخ. غياب الرأي الآخر أو قمعه يزيد في صلابة قناعة من يحملونها، ولو كانت فكرة هادمة أو غير صائبة. فسح المجال لكل الأفكار والآراء في جو من الإحترام المتبادل يضمن تحميص الافكار وإخضاعها للنقد ، والأخذ والرد والتصويب أوالإثراء. قمع الآراء ولو كانت بسيطة يحولها لفكرة وقناعة.

إن قمع الأفكارأو محاولة فرض رأي واحد يؤسس للإستبداد. وكما يقول مفكرنا الفذ مالك بن نبي في كتابه المؤسس (شروط النهضة) “عندما تغرب الفكرة يبزغ الصنم”. بلدة عمر في حاجة لكل المجموعات الحوارية المتواجدة الآن ، وأكثر. نتمنى أن تبقى مجموعات بلدة عمر الافتراضية فضاءات للحوار والنقاش الحر والمسؤول والبناء، والمستمر.

محمد الأخضر غطاس

Comments

التعليقات

شاهد أيضاً

غياب المرافق الترفيهية من أسباب استفحال الآفات الاجتماعية

جرى حوار بإحدى Comments التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.