الرئيسية / إستطلاعات / لماذا يتضاءل المشاركين في العرس الجماعي في 2017؟

لماذا يتضاءل المشاركين في العرس الجماعي في 2017؟

تستعد بلدة عمر لاحتضان الطبعة الثامنة للعرس الجماعي الذي تنظمه جمعية التضامن الاجتماعية والثقافية. إلا أن السؤال الذي يطرحه العام والخاص والمجتمع المدني بكامل أطيافه في هذا الوقت بالتحديد: لماذا تراجعت نسبة المشاركة في هذا العرس الجماعي في طبعة 2017؟ حيث لم يسجل إلا ثمانية (08) عرسان، على عكس الطبعات الماضية والتي وصلت في أقصى عدد إلى 24 عريسا.

سؤال طرح وراءه العديد من الفرضيات والتساؤلات الأخرى بل وحتى التأويلات والإشاعات، فما كان منا كإعلاميين من أجل توضيح الأمور إلا أن اتصلنا برئيس الجمعية السيد “محمد لحسن بن حامة” وسألناه عن السبب الذي يراه محتملا لهذا العزوف الذي وصفه الكثير بـ “السقوط الحر”. كانت إجابة رئيس الجمعية أن “السبب المرجّح بقوة هو منع الشباب المتقدّمين للتسجيل في العرس الجماعي من إقامة الحفلات الموسيقية على هامش الحفل الرسمي، وكذا منعهم من إعادة الوليمة في البيوت، وهي الشروط – يضيف رئيس الجمعية – التي فرضناها فقط بدابة من الطبعة السابعة شهر مارس سنة 2016″.

انقسمت آراء المجتمع بمختلف أطيافه إلى مؤيد ومعارض لهذه الشروط، فبعض الشباب الرافض لهذه الضوابط والذين حاورناهم بهذا الشأن صرّحوا بأنه ليس على الجمعية أن تمنع أحدا من إقامة حفلة موسيقية بالقرب من بيته، كون الأمر حرية شخصية، إضافة إلى أن هذه الحفلات لا تكون متزامنة في نفس الوقت مع فعاليات العرس الجماعي. وبالنسبة للوليمة فيرى المعارضون أن وليمة العرس الجماعي غير منظمة ولا تليق بضيوف العرسان، خاصة فيما يتعلق بالفوضى وقلة المنظمين في المطعم أثناء مأدبة الغذاء. لذا فإنهم يفضلون تنظيم مأدبة غذاء “تليق” بضيوفهم في بيوتهم لتفادي الفوضى على حد تعبيرهم.

أما ردّ الجمعية على هذه الاعتراضات فكان أن الهدف من منع الحفلة الموسيقية ومنع إعادة الوليمة هو تكريس ثقافة التضامن بالاقتصاد ونبذ الإسراف في أعراس البلدة. أما من جانب التنظيم فإن أعضاء الجمعية حسب رئيسها يبذلون كل جهودهم من أجل إخراج حلّة راقية في كل عام: والاجتماعات التقييمية بعد كل طبعة لهي خير دليل على حرص الجمعية على التقدّم والتميّز وتشريف البلدة في كل أنشطتها وليس فقط في الزواج الجماعي.

وفي حوارنا مع أحد عرسان الطبعة السابقة “مارس 2016” صرّح بأنه راضٍ على أداء الجمعية من منظوره الشخصي كعريس، و حسبَهُ فإن الأمور سارت بكل سلاسة وبأقل التكاليف، فلم يكلّفه زواجه الكثير من المال، إلا ما تعلّق بأموره الشخصية. أما عريس آخر فقد عبّر عن امتعاضه و “ندمه عن المشاركة في الزواج الجماعي” وقال الدارجة  “لو كنت اعرف ان مثل تلك الفوضى ستحدث لكنت نظمت العرس في منزلي كباقي الناس” في إشارة منه إلى سوء التنظيم الذي رآه. حيث فصّل في كلامه مشيرا إلى العديد من “التجاوزات” في طبعة 2016 والتي كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وأدّت إلى عزوف الشباب عن المشاركة في هذه الطبعة الثامنة. كما ذكر بعض النقاط الحساسة مثل ردود رئيس الجمعية على السّاعين لكسر أجنحة الجمعية، وكذا المنتقدين لها بكل الأشكال، الأمر الذي رأى هذا العريس أنه غير مقبول في محفل العقد الشرعي بحضور السلطات، وأضاف قائلا “أنا عريس، ما دخلي في أعداء الجمعية؟ أنا جئت لمراسيم العقد والفرح بعرسي، أما المشاكل الداخلية للجمعية ابقها بين الجمعية ومنتقديها”.

تبقى الأنظار موجهة إلى طاقم الجمعية التي يقول العديد من مواطني بلدة عمر أنها رغم تحقيقها لقفزة نوعية في ميدان الأعمال التطوعية منذ تأسيسها، إلا أن الملتفين حولها والدّاعمين لها وكذا المتعاطفين معها يرون أن مسألة تضاؤل عدد المسجلين في هذه الطبعة من الزواج الجماعي هو مؤشر سلبي بالنسبة للجمعية “الرائدة” على حدّ تعبيرهم. وهو ما يستوجب، بحسب رأيهم، إعادة السفينة إلى مسارها المعهود.

محسن غطاس

 

Comments

التعليقات

شاهد أيضاً

سبر آراء : آي حزب تنوي(ن) التصويت له في الانتخابات المحلية؟

Comments التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.