الرئيسية / تربية و تكوين / الزجاجات والأوعية البلاستيكية وأخطارها على صحة المستهلك (الجزء الأول)

الزجاجات والأوعية البلاستيكية وأخطارها على صحة المستهلك (الجزء الأول)

images

لا تكاد تخلو بيوتنا أو مطابخنا من قارورات أو علب تخزين الأغذية البلاستيكية. غير أن الكثير منا يجهل القواعد الصحية لاستعمالها و الأخطار التي قد تنجم عن الإخلال بها.إن مصدر هذه الأخطار كلها نابع من التفاعل الكيميائي بين المادة البلاستيكية و الوسط الذي وضعت فيه أو المادة الغذائية المحفوظة بداخله. لذلك و وفق المقاييس الدولية المعمول بها، يلجأ صانعو القارورات أو العلب البلاستكية إلى وضع رموز و علامات متعارف عليها دوليا تساعد المستهلك على معرفة طرق الاستعمال السليمة للعبوة أو المادة المعبأة بداخلها.

سوف نتطرق في الجزء الأول من هذا الموضوع إلى أولى المؤشرات الخاصة بالاسترجاع (Recycling) و دلالاتها و كذا الاحتياطات الأمنية الواجب أخذها قبل استعمالها أو إعادة استعمالها.

بالعودة إلى أسفل أي قارورة بلاستيكية – مثلا قارورة مياه معدنية- يقوم الصانع بطبع مثلث بداخله رقم من 1 الى 7 و في بعض الأحيان يضيف اليها أحرف لاتينية. و فيما يلي دلالاتها:

بلاستيك صنف 1: و هي مصنوعة أساسا من مادة (poly

1

ethylen eterephthalate)  و يرمز لها عادة ب PET  أو PETE. يمكن أن نجد هذا النوع من البلاستيك في قارورات المياه المعدنية و المشروبات الغازية ، المنظفات،أوعية زبدة الفول السوداني، الخ. إن القارورات أو عبوات حفظ الأغذية المصنوعة من بلاستيك صنف 1 مصممة لإستعمال واحد و وحيد (single-use) و يجب عدم اقتناء أو تناول أي مادة محفوظة في أوعية من هذا الصنف لمدة تتجاوز ست أشهر.ذلك أن الاستعمال المتعدد أو طول مدة الحفظ للمواد داخل هذه الأوعية أو استعمالها في عمليات التسخين يؤدي إلى تحلل جزيئات سامة من البلاستيك “ثنائي الفينول أ” [1] داخل هذه المواد

 بلاستيك صنف 2: تصنع من مادة متعدد الايثيلان عالي الكثافة (high density polyethylene)  و يرمز لها ب HDPE.يستخدم هذا البلاستيك 

2

في صناعة قارورات اللبن أو الحليب، المنظفات، غسول الشعر، أوعية زيوت المحركات، بعضأنواع أكياس القمامة و التسوق، علب الياوورت و الزبدة، إلخ.عكس الصنف 1 من البلاستيك، يمتاز هذا الصنف بمقاومته للتحلل في مختلف الظروف، لذلك فهو مصمم خصيصا للاستعمالات المتعددة ولأغراض الحفظ أو التحضير.و ليس أدل على هذه الميزات، استعماله في حفظ مواد غذائية سريعة التلف كالحليب و مشتقاته.كما أنه و بعد استرجاعه وتتم إعادة تصنيع هذا البلاستيك كأوعية لصابون آلات الغسيل، أقلام الكتابة، البلاط البلاستيكي، أنابيب الصرف الصحي، مقاعد وطاولات بلاستيكية، سياج بلاستيكي،إلخ

.

بلاستيك صنف 3: مصنوعة من مادة (polyvinyl chloride) و يرمز له عادة ب V (Vinyl) أو PVC. يتميز بمقاومته الفيزيائية العالية ويستخدم في صناعة أنابيب الصرف الصحي،قارورات زيت المائدة،بعض الأجهزة الطبية،الخ. يطرح هذا النوع من البلاستيك مخاطر عالية .نظرا لاحتوائه على مادة الكلور فإن عملية تسخينه ينتج عنها

3

 إطلاق مادتين سامتين هما di-2-ehtylhexyl phthalate) )  و ثنائي الفينول أ.تتسبب هاتين المادتين في اضطرابات في عمل الغدد الصماء و الهرمونات.و عليه لا يجب في أي حال من الأحوال استعمال أوعية مصنوعة من هذا النوع من البلاستيك في عمليات الطهي.

بلاستيك صنف 4: أساسه مادة متعدد الايثيلان منخفض الكثافة (

4

low density polyethylene)  يرمز له ب LDPE.يستخدم في صناعة علب الأغذية المجمدة و أغلفة الخبز البلاستيكية، أكياس التسوق،أثاث منزلي، حقائب اليد، إلخ.بالنظر لمقاومته للتحلل فإنه يستخدم في صناعة أكياس المأكولات السريعة، أكياس التسوق، إلخ.

بلاستيك صنف 5: يشكل من مادة متعدد البروبيلين (polypropylene) يرمز له ب PP. يتميز بمقاومته العلية للتحلل لذلك يتم استعماله في الصناعة الصيدلانية

 بشكل كبير إذ يستعمل في صناعة زجاجات الشراب

5

(syrup)  و قارورات الأدوية.كما يستعمل في صناعة علب بعض أنواع الياوورت.بفضل درجة انصهاره العالية

، فإن المصنعين يختارون هذا النوع من البلاستيك لصناعة أوعية المواد ذات دراجات الحرارة العالية.

بلاستيك صنف 6 : و يصنع من مادة البوليسترين (polystyrene)  يرمز لها ب PS. يستخدم في صناعة الكؤوس و الصحون البلاستيكية أحادية الاستعمال-مثل كؤوس القهوة البلاستيكية-،عبوات الأسبرين،عبوات شحن الأغذية، أغلفة الأقراص المضغوطة،الخ.

6

أكدت الدراسات أن هذا الصنف من البلاستيك بإمكانه التحلل داخل الأغذية مطلقا مادة الستيرين (styrene) وهي مادة مسرطنة تتسبب في حالات الصداع، التعب، الإغماء، و النعاس في حالة تناول أغذية بها كميات معتبرة  من هذه المادة.

بلاستيك صنف 7: و يضم جميع أنواع البلاستيك المصنوعة من مواد غير تلك المذكورة آنفا أو من خليط من المواد السابقة. و من أمثلة ذلك نجد أوعية مياه ألات تبريد المياه المكتبية،زجاجات الرضع،بعض علب حفظ الأغذية،النظارات البلاستيكية، أجهزة الحاسوب،الخ. يعتبر من أسوأ أنواع البلاستيك لقدرته الكبيرة على التحلل واطلاق مواد سامة من قبيل” ثنائي الفينول أ” و الذي ينتج من بلاستيك مصنوع أساسا من مادة البولي كاربونات

7

 (Polycarbonate)

 

 في الجزء الثاني لهذا الموضوع سوف نتعرض لبقية المؤشرات و إلى معاني تلك التي نصادفها على ملصقات مختلف المنتجات

لنخلص في الأخير إلى الإجراءات الوقائية الواجب مراعاتها في مثل هذا الجانب.ليبقى الهدف واحد و هو نشر ثقافة حماية المستهلك داخل المجتمع.

  إعداد : سليم غطاس

                        مهندس دولة في الوقاية و الأمن الصناعي

                                          مسؤول الجودة،السلامة،الصحة، والبيئة

بشركة واسب  Wesp حاسي مسعود


 [1] ثنائي الفينول أ:مادة تقلد هرمون الأستروجين وتسبب اضطرابات هرمونية و على مستوى وظيفية الجهاز التناسلي عند الانسان و الحيوان.أثبثت الدراسة التي قام بها البرنامج القومي لعلم التسمم الأمريكي بأن هنالك قلقا متزايدا من الآثار السلبية لهذه المادة على الدماغ و السلوك و غذة البروستات عند الأجنة و الرضع و الأطفال.لا يزال النقاش بين المختصين و البحث جاريا لمعرفة مدى ترابط الإصابة بهذه الأعراض و أخرى بالكمية المتجرعة من هذه المادة. وان كان كذلك فما هي الكمية العتبة من هذه المادة التي تعرض الإنسان لهذه الاختلالات.

Comments

التعليقات

شاهد أيضاً

دورة القراءة السريعة الفعالة

Comments التعليقات

2 تعليقان

  1. سلمت يمناك المبدعة

  2. Sujet très important et une bonne explication ..
    —————————————————————-
    Bonne chance à l’éditeur.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.