ارشيف سنوات 1980- الهداية – أول مجلة نسوية ببلدة عمر

نقترح عليكم اليوم في هذه الحلقة من سلسة ارشيف مجلات بلدة عمر العدد الاول لمجلة الهداية. لم يرد لا على غلاف المجلة ولا في ثنايا صفحاتها اي مؤشر يدل على تاريخ اصدارها. من حيث الاخراج الفني فهي لا تختلف عن أعداد المجلات التي تطرقنا اليها في مناسبات سابقة. إذن ان أغلب الظن أن تكون مجلة الهداية قد صدرت في النصف الثاني من عقد الثمانينات، شأنها في ذلك شأن مجلتي الشروق و الطليعة التي صدرت في 1985، على إثر التقسيم الاداري لعام 1984 اين صنفت بلدة عمر بلدية.

ما يميز مجلة الهداية ليس فقط تخصصها في الشأن الدعوي والديني فقط، ولكن أيضا هيئة تحريرها والتي اقتصرت على الاناث حصرا. بناء على ذلك وبالنظر إلى السياق الاجتماعي بالبلد آنذاك فإن أغلب الظن أن مجلة الهداية كانت انعكاسا لما يصطلح عليه بمرحلة الصحوة الاسلامية ليس بالجزائر فحسب ولكن مجمل المنطقة العربية في أواخر الثمانينات. طابع المجلة وحتواها يعكس أيضا ذلك التنافس الذي طبع مختلف التيارات الفكرية للمرحلة. فمع وجود جمعيات ثقافية ذات توجه وطني ،قومي، عروبي تصدر مطبوعاتها وتؤطر الشباب عبر أنشطتها، كان هنالك بالمقابل تيار ما يسمى بالصحوة الاسلامية ينشط في الميدان وينشر مطبوعاته كذلك، ولو بزخم أقل. يعزز هذا الطرح الآية الكريمة التي اختارت هيئة تحرير مجلة الهداية أن توشح بها غلاف العدد الأول من مجلتها “ربنا إفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين”.

مجلة الهداية كذلك، شاهد مهم يستدعي التوقف عنده من حيث انخراط الطاقات و الكفاءات النسوية في الشأن العام ببلدة عمر. فمع وجود مجلتي الشروق والطليعة، بادرت مجموعة من الشابات الى اصدار مجلة الهداية. نحتاج هنا إلى شهادات من عاصروا تلك المرحلة من التاريخ المعاصر للبلدة ،او اللواتي صنعنه كي يبين لنا سياقات وظروف إصدار مجلة الهداية ذات الاشراف النسوي الخالص.

من حيث المحتوى تمن العدد الأول لمجلة الهداية على الأبواب المألوفة في مجلات تلك المرحلة من نبذة عن شخصيات تاريخية خالدة، سؤال وجواب، اكتشافات علمية، التراث الشعبي، واستراحة المجلة. ومع ذلك فإن كل المواضيع في تلك الأبواب ابرزت الهوية الفكرية والدينية للمجلة ، وذلك إتساقا مع ما ورد في إفتتاحيتها:“هذه المجلة التي نتمنى لها الدوام استطاعت أن تجمع الثقافة القديمة والثقافة المعاصرة والواقع المعاش والدين والنكت والترفيه والاكتشافات والنصائح في إطار القناعة بحكم المعنى الذي يعبر عليه اسم مجلة الهداية”. أما بخصوص الشأن المحلي فقد أفرد طاقم تحرير المجلة موضوعا لمشكلة منع الآباء بناتهن من مواصلة الدراسة بعد سن معينة.  تتسآئل المجلة: ” نعاني من قلة وعي بعض الاباء وجهلهم لاهمية مستقبل بناتهم في الدراسة فهو محصور في مجال ضيق لا يسمح للبنت ان تكتسب ولو جزء قليل من المعلومات الدينية والعلمية، ولكن الان والحمد لله بدأنا نتخلص من هذه العواقب والعراقيل، ولم يكن امامنا في السابق كحاجز أكبر سوى كلام الناس”.

غطاس نعيمة

بعضي رفيقة

غرياني زوليخة

بن دنيا عزيزة

مسعودي فطيمة

بن نعمية خديجة

بالحبيب كريمة

نجدد الشكر لبريق الأمل على الفايسبوك على إمدادنا بهذا العدد من مجلة الهداية، كما نجدد الدعوة للجميع بأن يمدونا بأرشيف مجلات بلدة عمر ، وذلك بهدف اعادة نشرها وفتح النقاش حولها لما تمثلة من مادة توثيقية للتاريخ المعاصر للبلدة. كما ندعو من كان لهم صلة بما ننشره من أرشيف أن يبادر بالتعقيب على الظروف والسياقات التي رافقت نشر تلك المطبوعات.