الرئيسية / إستطلاعات / سوق الأربعاء الأسبوعية يعاني التهميش

سوق الأربعاء الأسبوعية يعاني التهميش

weekly market 2

تشهد سوق الأربعاء ببلدة عمر تراجعا واضحا في الحركة والنشاط. وقد أثير النقاش عن هذا الموضوع في العديد من المناسبات الخاصة بالبلدة وكذا تجمعات المواطنين في العديد من الأوقات. فإلى ماذا تعود أسباب هذا الركود و كيف يمكن للمجتمع المدني والسلطات إعادة الاعتبار لهذا المرفق العمومي الهام في حياة المواطنين؟

قررنا أن نقوم بزيارة خاصة إلى هذا المرفق والوقوف على أهم الأسباب التي جعلت من هذه السوق أزمة حقيقية بعدما كانت رائدة بين أسواق مدينة تقرت. تفاجأنا حقيقة من المنظر الذي شاهدناه، سيارات متوقفة وسط الطريق، عربات الحمير والدراجات النارية والهوائية تعرقل حركة السير، ناهيك عن السلع المعروضة للبيع بشكل عشوائي.

temporary weekly market 1

حاولنا التقرب من المواطنين من أجل الاستماع إلى آرائهم حول هذه الوضعية الكارثية التي آلت إليها هذه السوق، فهذا عمّي حسان بائع خضراوات يقول حسب رأيه: “لم تعد السوق مقصد المواطنين كما كانت من قبل، ولم أعد أستمتع ببيع سلعتي المعروضة منذ الصباح، وهذا لكثرة الباعة المتجولين خلال أيام الأسبوع، وكذا السوق الأسبوعية لتماسين يوم الإثنين، وهذا ما جعل المواطنين يستغلون كل تلك الفرص لشراء مؤونة الأسبوع كاملا، فلا يبقى ليوم الأربعاء فائض من مال ليصرف في سوق بلدة عمر.”

تجولنا قليلا بين المعروضات المبعثرة ورائحة المواشي تغزو المكان، والأدهى أن المواد الغذائية تباع بالقرب منها وليس بينهما أربعة أمتار. قصدنا عمّي الصادق – وهو أحد باعة المواد الغذائية – لنسأله عن تراجع النشاط بهذه السوق فأجاب وهو منهمك في ترتيب سلعته التي بعثرها المارة لأنها كانت وسط الطريق: “السوق بكري .. أما ضرك ما كان والو” في إشارة منه إلى أن نشاط سوق الأربعاء كان في سنوات التسعينات إلى الألفينيات . وهذا ما كنا بصدد تقصّي حقيقته، إذ أن معظم سكان البلدة لاحظوا هذا التقهقر منذ تم تحويل السوق إلى مكانه الحالي بسبب أشغال تهيئة ساحة المسجد العتيق التي كانت مستقرّ التجّار منذ 1985 إلى غاية 2009، إلا أن مصالح البلدية لم تعد السوق إلى مكانها بعد التهيئة، ما جعل الأوساخ تتراكم في السوق الحالية نظرا للأرضية الترابية على عكس المكان المُهيأ الذي يمتاز ببلاط من النوع الممتاز بل وقد قام مجموعة شباب بحملة نظافة واسعة لتلك الساحة.

Weekly Market 3

من جهة أخرى فإن مُعاناة المواطنين لا تقف عند مشقّة التنقل إلى السوق الأسبوعية أو تغيير مكانها فحسب، بل إنها تعدّت ذلك إلى نُدرة أهم السّلع وأحيانا غيابها بشكل تام على غرار الألبسة، فحين تنقلنا بين ارجاء السوق لم نجد إلا بائعا واحدا للألبسة، وكما عبّر أحد الشباب كان واقفا قائلا “إن السلعة التي يبيعها لا تواكب العصر، وهذا ما يقلل من قاصِدي السوق من فئة الشباب خاصة.

Weekly Market 4

وفي اتصالنا مع مصالح البلدية عن سبب تهميش هذه السوق اوضح المسؤول عن الأشغال التي تمركزت بتلك الساحة أن الإنارة لم تهيأ بعد. إلا أن لسان حال التجار يرد بأن السوق لا تنشط إلا في وضح النهار وفي يوم الأربعاء فقط. كما أننا في وقت سابق وجدنا مجموعة من الشباب يقومون بحملة تنظيف واسعة بهذه الساحة وقد طالبوا بإعادة السوق إلى مكانه نظرا لما سببته السوق الحالية من فوضى وإزعاج للسكان القاطنين بالقرب منه الآن.

the revemped weekly market

إن الحالة المزرية التي تشهدها السوق لم تقتصر على قلة السلع المعروضة أو الفوضى، وإنما ونحن نتجول إذ لاحظنا أن معظم الباعة حملوا ما بقي لهم من أمتعة وسلع لم تباع وهم يهمّون بالمغادرة وقد كانت الساعة تشير آنذاك إلى العاشرة والنصف صباحا.  إذ أنه من الغريب أن تجد سوقا في دائرة تماسين أو تقرت (المقاطعة الإدارية) يجمع باعتها أغراضهم في مثل ذلك الوقت. سألنا أحد المواطنين عن السبب فأجاب أن السوق تفتح باكرا والسلع المعروضة تنتهي في مثل هذا الوقت عادة، إلا أن أغلب المواطنين يمتعضون من هذا التصرف حسب الأصداء التي تصلنا مرارا، إذ تتميز هذه السوق بالأسعار المعقولة على عكس المحلات في البلدة، لكن المواطن البسيط لا يجد الفرصة ليقتني أغراضه في متسع من الوقت، خاصة مع الفوضى العارمة التي تطال هذه السوق.

اتصلنا ثانية بالسلطات المحلية لنسمع منهم، ففي حوارنا مع رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدة عمر كان مفاد رده بأن العملية تتطلب نوعا من المجهود المزدوج من كلا الطرفين، البلدية والمجتمع المدني، وهذا من أجل الامتثال لبعض القوانين التي تفرضها السلطات من أجل تنظيم أحسن لهذه السوق، وكذا تنويعه من حيث السلع المعروضة.

محسن غطاس

Comments

التعليقات

شاهد أيضاً

سبر آراء : آي حزب تنوي(ن) التصويت له في الانتخابات المحلية؟

Comments التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.