الرئيسية / ثقافة / الأخطاء اللغوية الشائعة في اللغة العربية – الجزء الأول

الأخطاء اللغوية الشائعة في اللغة العربية – الجزء الأول

Arabic_colorful

اللغة تراث كل أمة وتعتبر ركيزتها الحضارية وجذورها الممتدة في باطن التاريخ، مثلما ملكناها نحن حتى القدماء كانت ملكا لهم. ومنذ زمن ليس بالبعيد كان اللحن والخطأ في اللغة كتابة و نطقا، لأمرا خطيرا تهتز له أقلام المتخصصين. غير أن المتأمل في واقعنا اليومي يشهد اللامبالاة وعدم الاكتراث لأسس اللغة و جماليته، على عكس الأوائل الذين كانت لهم غيرة عليها.

أصبح الخطأ متداول بيننا وما هو إلا بالأمر الطبيعي بالنسبة لنا، و إنه لمن المؤسف حقا أن ينصب الشخص الفاعل و يرفع المفعول به ولا يعرف إعراب الحال و الصفة وغيرها. و ماذا تفعل حروف الجر ؟و على ما تدخل ؟و الأخطر من ذلك الخطأ في وضع الحركات مما يؤدي ذلك إلى تغيير كلي للمعنى.لقد ثار العالم اللغوي الشهير”الخليل بن أحمد الفراهيدي” في زمن الدولة العباسية على رجل كان جالسا يتلو بعض الآيات من سورة التوبة الآية 3« وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ » نطقها الرجل بكسر اللام وليس بضمها كما نزلت على الرسول صلى الله عليه و سلم. و بالطبع تغير المعنى بأكمله و كانت البداية التي تحرك لها عقل و وجدان العالم الشهير و عكف على دراسة مخرج لذلك حتى توصل إلى الحركات المتعارف عليها         ( الضمة، الفتحة، الكسرة، و السكون).

و ينقل ابن قتيبة أن رجلا دخل على زياد فقال: إن أبينا هلك، وإن أخينا غصبنا على ميراثنا من أبينا.فقال زياد: ما ضيعت من نفسك أكثر مما ضاع من مالك، و الصواب أن نقول أبانا، أخانا.

فهل آن الأوان أن نعرف اللحن و الخطأ في اللغة أمر له خطورته من الناحية الدينية و الأدبية؟ و هل آن الأوان أن يهتم الآباء بتعليم أبنائهم لغة الضاد؟ وهل آن الأوان أن نقول ….كذا ولا نقول …كذا؟

·         نقول “يا أبت” ولا نقول “يا أبتي”، لأننا عندما حذفنا الياء من “يا أبي” عوضنا عنها بالتاء، ولا يجمع بين العوض و المعوض عنه. ويقال في نداء الأب أيضا: يا أبتا! و يا أبات! كقول الشاعر:

تقول ابنتي لما رأتني شاحبا …..كأنك فينا يا أبات غريب

  •         نقول “اللهم أرنا فيهم يوما أسود” و لا نقول” اللهم أرنا فيهم يوما أسودا” فكلمة “أسود” غير مصرفة.

 

  •      نقول “حضر فلان الاجتماع مع كونه مريضا” ولا نقول ” حضر فلان الاجتماع على الرغم من كونه مريضا”. هذا التعبير لا يصح لغة لأن” على الرغم” أو “بالرغم” تستعمل اذا فعلت شيئا و هناك من يكرهه.

 

  •      نقول في الحديث الشريف “…. وأنت تجعل الحَزَنَ اذا شئت سهلا” ولا نقول ” الحزن” بتسكين الزاي.ومعناها كل أمر شاق

 

  •      نقول “التكرار”،”التجوال”،و ” الترحال” بفتح التاء ولا نقولها بكسرها.

 

  •     نقول “عرض الحائط” بضم العين ولا نقولها بفتحها.    

 س. غطاس

Comments

التعليقات

شاهد أيضاً

سمر ثقافي في ليلة رمضانية

جمعت سهرة Comments التعليقات

تعليق واحد

  1. شكرا جزيلا أستاذ سليم. فعلا الأخطاء واردة في كل حين، والأكثر من هذا حين لا يهتدي صاحبها إلى الصواب من القول.
    ولي في الأخطاء مثال جوهري وحساس، فمن خلال دراستنا للأسلوبية المقارنة بين اللغات، إكتشفنا أنه لا يصح القول مثلا: “رأيت أخ وعمّ الفتى” أو كما ورد في المثال أعلاه “تحرّك لها عقل و وجدان العالم الشهير” والأصح هو أن نقول: ” رأيت أخ الفتى وعمه” ونقول : ” تحرّك لها عقل العالم ووجدانه”
    والله أعلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.