الرئيسية / ثقافة / الأخطاء اللغوية الشائعة في اللغة العربية – الجزء الثاني

الأخطاء اللغوية الشائعة في اللغة العربية – الجزء الثاني

Arabic

استكمالا للجزء الأول لموضوع الأخطاء اللغوية الشائعة نتطرق إلى بعض الأخطاء الأكثر تداولا في الصحف و الكتب و الرسائل .. وإلخ. و بأخذ بعض الأمثلة و الشواهد من عدة معاجم أهمها معجم الوسيط و لسان العرب لابن منظور[1]….

“إن شاء الله” قد كثر استعمالها بالخطأ و خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي بكتابها “إنشاء الله” وهذا خطأ كبير جدا و ربما يدخل في الكفر ففي سورة الواقعة آية 35 « إنا أنشأنهن إنشاء »  أي أوجدهن و عندما نقول “إنشاء الله” فكأنك تقول إيجاد الله لذا يمنع عند الكتابة وصل النون بالشين و الصحيح إن شاء الله كما جاء في سورة الإنسان  {و ما تشاءون إلا أن يشاء الله } أي تأتي إرادة الله.

من الخطأ أن نقول “مبروك” الصحيح هو “مبارك”   جاء في معجم الوسيط {بارك الله الشيء وفيه و عليه: جعل فيه الخير و البركة }فهو مبارك الأصل مبارك فيه

هناك من يقول: “هذا الكتاب عديم الفائدة” و الصواب “معدوم الفائدة” جاء في معجم مقاييس اللغة: العين و الدال و الميم من أصل واحد يدل على فقدان الشيء و ذهابه. و عدم فلان الشيء أي افتقده, و العديم الذي لا مال له.

و جاء في اللسان أي لسان العرب لابن منظور …رجل عديم :لا عقل له.

يقولون : نسائم الصباح الجميل والصواب : نسمات الصباح الجميلة لأن نسائم على وزن فعائل ومفردة نسيمة على وزن فعيلة مثلها في ذلك مثل صحيفة وطريقة ووديعة وجمعها صحائف وطرائق وودائع ، أما جمع نسمة فهو نَسَمٌ أو نسمات ، يقول ابن منظور صاحب لسان العرب : ( ونسيم الريح أولها حين تقبل بلين قبل أن تشتد ) . ويقول في الجمع نَسَمٌ ونسمات.

يقولون : “إسهاما منها في تشجيع القدرات”  ـ والصواب : “مساهمة منها في تشجيع القدرات”
إسهاماً هو مصدر الفعل أسهم ، وهذه تعني كما يقول ابن فارس في مقاييس اللغة أسهم الرجلان أي اقترعا) وذلك من السّهمة والنصيب . وهذه تختلف مساهمة مشتقة من الفعل ساهم الذي يعني شارك ، فالمساهمة هي المشاركة والإسهام يعني الاقتراع . ومن هنا نلاحظ أن أي زيادة في المبني تؤدي إلى تغيير المعنى

ـ يقولون : “أنكدر العيش” ـ والصواب : “تكدَّر العيش” جاء في جمهرة اللغة : الكدر ضد الصفو ، كدر الماء يكدر كدرًا وكدورًا وكدرة ، والماء أكدر وكَدِر ، ومن أمثالهم : خذ ما صفا ودع ما كدِر وكذلك انكدرت الخيل عليهم ، وجاء في اللسان : كدر عيش فلان وتكدَّرت معيشته

ـ يقولون: تـصـنـّـت. ـ والصواب: تــنــصّـــت.
هذه اللفظة كثيرة الاستعمال خاصة في نشرات الأخبار وفي الصحف، ويراد بها استراق السمع.
والصواب أن هذه اللفظة هي ( نصت ) ومنها الفعل ( تنصت ) ومعناها كما يقول ابن فارس في كتابه مقاييس اللغة: النون والصاد والتاء كلمة واحدة تدل على السكوت وأنصت لاستماع الحديث ونصت ينصت وفي كتاب الله { وَأَنْصِتٌوا}.
ونصت على وزن فعل وهي مثل نشد وفي حالة زيادة التاء والتضعيف تصبح ( تنصّت ) ومثلها ( تنشّد ) والاسم منها تنصت وتنشد.

ـ يقولون: أعلنتُ الخُــطــبـَـة ويقصدون النكاح.ـ الصواب: أعلنتُ الخِــطـبَة، أو أعلنتُ خِطبَة فلان  لأن الخِطبة هي طلب الزواج بفتاة فهي خِطبَة وهو خطيبها وهي خطيبته.

ـ يقولون : مُدَرَاء . ـ والصواب مديرون . يشيع استخدام هذا الجمع على الألسنة على أنه جمع ( مدير ) ظنًّا أنه مثل جمع سفير على سفراء، ووزير وزراء، وأمير أمراء…الخ. وشتان بين الاستعمالين؛ فمادة وزير وسفير وأمير هي: وزر، سفر، أمر، الثلاثي والياء فيها لبناء صيغة فعيل. على حين أن الفعل من ( مدير ) رباعي وهو أدار . واسم الفاعل من الرباعي عادة على وزن مضارعه مع إبدال يائه ميمًا مضمومة وكسر ما قبل الآخر . فيقال : أقبل يقبل مُقبـِل ، وأحسن يحسن مُـحسِن على وزن مُفعــِل ، ومثلها أدار يدير مُـدير ، وعند جمع محسن ومغير ومنير نقول : محسنون ، مغيرون ، منيرون ولا نقول : محساء ، ولا مغراء ، ولا منراء ، وكذلك الحال مع مدير ، فنقول : مديرون وهو الصواب لا مدراء وهو خطأ شائع .

يقولون : ملفت للنظر . ـ والصواب: لافت للنظر.
كثيرًا ما نسمع قول بعضهم: هذا المنظر أو الحادث ملفت للنظر. وهذا الاستعمال خطأ. ووجه الصواب أن نقول: لافت ؛ أن فعله لفت  واسم الفاعل من الثلاثي عادة على وزن ( فاعل ) فنقول : لافت .أما ( ملفت ) فهو اسم الفاعل الرباعي.. ولفته عن الشيء : صرفه. قال تعالى على لسان الملأ من قوم فرعون لموسى عليه السلام: ( قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا ).

يقولون: البعض  ـ والصواب: بعض. كثيرا ما تردد هذه الكلمة في الاستعمال العام معرفة بال التعريف، والأصح أن هذه اللفظة ( بعض) غير معرفة فالجوهري يقر بأن بعض لم تجيء عن العرب بالألف واللام.
وقد وردت كلمة ( بعض ) في القرآن الكريم في مواضع كثيرة وكلها جاءت مجردة من أل التعريف كقوله تعالى: { وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضٌكٌمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ }. (سورة النحل: آية 71 ).

لا نقول حوالي ألف صفحة الصحيح نحو ألف صفحة

لا نقول نموذج الصحيح أنموذج

لا نقول شتًان بينهما الصحيح شتًان ما بينهما

لا نقول عندي ملاحظة الصحيح عندي ملحوظة

لا نقول مشائخ {جمع شيخ} الصحيح  مشايخ

لا نقول أغلاط الصحيح غلطات

من الخطأ عند كتابة مثل هذه الجمل {سمعت خبراً ….رأيت شيخاً…….قرأت جزءاً…..الخ } جعل التنوين على الألف و الصواب أن يكون التنوين المفتوح على الحرف الذي قبل الألف لأن الألف ليست جزءًا من بنية الكلمة و ليست الحرف الأخير فيها ,ومن ثمّ لا تظهر عليها أي علامة.

نرى الخطـأ بإضافة الياء مع ما يلي من  الأفعال : الفعل الذي ينتهي بتاء الفاعل المتحركة بالكسرة  تِ مثل : ” قرأتِ ” فيكتبها البعض ” قرأتي ” .الفعل الماضي الناقص مثل  كان – أصبح – صار – ما دام. عندما نخاطب الأنثى نقول  كنتِ – أصبحت ِ – صرتِ – ما دمتِ )بينما نجدها مكتوبة : ( كنتي – أصبحتي – صرتي– ما دمتي. عندما تتصل الحروف بالضمير ( الكاف _ كِ فتصبح عن مخاطبة الأنثى 🙁 فيكِ – عنكِ – عليكِ – إليكِ – منكِ )الأغلب يكتبها : (فيكي – عنكي – إليكي – منكي.
الأسماء إذا اتصلت بالكاف مثل إيمانكِ – عملكِ – هديتكِ – قلبكِ – أسلوبكِ )أيضاً تكتب خطأ ): إيمانكي – عملكي – هديتكي – قلبكي _ أسلوبكي (نخاطب المذكر : ( سيفكَ – علمكَ – أختكَ – بنتك ) وليس سيفكا – علمكا – اختكا – بنتكا  هذا خطأ .

قاعدة : لا تتصل ياء المخاطبة المؤنثة مع الفعل الماضي مطلقاً .. نأخذ بعض الأمثلة مع الفعل الماضي ثم الفعل المضارع ثم الفعل المضارع المجزوم ثم فعل الأمر لكي تتضح الأمور أكثر:الفعل الماضي من درستِ  غير متصل بالياء وهذا الصحيح.
الفعل المضارع:  تدرسين  للمخاطبة فهنا تتصل بالفعل ياء المخاطبة. الفعل المضارع المجزوم لا تدرسي وأنت متعبة  نلاحظ هنا اتصل الفعل بياء المخاطبة. فعل الأمر: ادرسي  هنا أيضاً نلاحظ اتصال الفعل مع الضمير ياء المخاطبة.
نلاحظ أن ياء المخاطبة اتصلت مع الفعل المضارع, والمضارع المجزوم وفعل الأمر ولم تتصل بالفعل الماضي.  درستِ – تدرسين – لا تدرسي – ادرسي )( أكلتِ – تأكلين – لا تأكلي – كلي )(نجحتِ – تنجحين – لا تنجحي – انجحي) .



[1]  لسان العرب معجم لغويّ يُعَدُّ من أكبر معاجم اللغة العربية وأشملها، وقد ألفه جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور المتوفى عام 711هـ … و يضم المعجم نحو ثمانين ألف مادة، وهو معجم موسوعي يتسم بغزارة المادة، حيث يستشهد فيه مؤلفه بكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وأبيات الشعر. وقد بلغ الشعر الذي استشهد به ابن منظور قرابة اثنين وثلاثين ألف بيت، موزّعة بين عصور الرواية الشعرية من جاهلي و مخضرم و إسلامي و أموي و عباسي، وذلك إضافة إلى رواية المؤلف لآلاف من آراء اللغويين والنحويين وغير ذلك من الأخبار والآثار.

                                                                                                                                                                                         س. غطاس

Comments

التعليقات

شاهد أيضاً

سمر ثقافي في ليلة رمضانية

جمعت سهرة Comments التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.